عبير الحياة
عبير الحياة
عبير الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ابداع بلا حدود
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ذات خريف...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
shms
Admin
Admin



عدد الرسائل : 448
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 19/01/2008

ذات خريف... Empty
مُساهمةموضوع: ذات خريف...   ذات خريف... Icon_minitime1السبت فبراير 02, 2008 1:21 pm

<HR style="COLOR: #fbb4b4" SIZE=1>
كانت ندى تسير وحيدة بخطىً متثاقلة و نظرة شاردة ... و قلب غارق بأفكار و صور مبعثرة.. كان الجو بارداً و الظلام يلون الكون بريشته السوداء ... و صوت حذائها و هي تمشي يجرح السكون المحيط ... لكنها لم تنتبه إلى أي شيء حولها فمشاكلها و عملها المتراكم .. و مسؤولياتها الكثيرة تستحوذ جل اهتمامها ... نبهها ارتجاف يديها من أفكارها ... نظرت إلى أناملها فرأتها تكاد تتجمد من البرد .. رثت لحال نفسها .. لكنها ما لبثت أن عادت لأفكارها .. و نست برد أناملها ... بدأت تحث الخطى و تستعجل الطريق ... الوقت يمضي .. و العمل لا ينتظر... علي أن لا أتأخر ... حدثت نفسها بهذه الكلمات ... و أخذت تنفخ الهواء في يديها كي تستشعر بعض الدفء ... و عادت بعض الصور من العالم الخارجي تخرجها من بحر أفكارها العميق ... هذه المرة ... لفت انتباهها شبح ضئيل أسود اللون يتجه صوبها من بعيد ... كان الشبح يمشي بخطى بطيئة ... كأنها امرأة ... كانت تعرج على إحدى قدميها ... تنظر إليها فتراها صغيرة الجسد ... كبيرة السن ... سوداء الثياب .. لا تحب أن تديم النظر إليها ... فحولت ندى ناظريها عن المرأة العجوز .. و عادت بتفكيرها إلى مشاغل دنياها التي لا تنتهي ... لكن صوتاً كان يخرج من تلك المرأة ... استطاعت ندى أن تميز كلماتها مباشرة ... كانت المرأة تتمتم قائلة ... اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد ... و أخذت تردد ندى في قلبها ... اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد ... التفتت خلفها فرأت العجوز و هي تبتعد بخطاها البطيئة و جسدها الصغير ... لكن ندى .. استطاعت هذه المرة أن تنظر إلى المرأة نظرة مختلفة ... فهي ترى قلب العجوز الآن كالماسة المتألقة بذكر الله و رسوله ... و نظرت في قلبها هي ... فرأت المشاكل و مسؤوليات الدنيا تتصارعان فيه ... و الهموم و الضيق يكبتان نبض الذكر ... أهذا هو قلبك يا ندى ... منذ متى و أنت غافلة عن الذكر .. تصلين صلاتك المكتوبة بعجلة و تطوين السجادة و تطوين معها ذكر الله ...!!! و ماذا عليك لو ذكرت الله وأنت تسيرين وحدك الآن .. و ماذا عليك لو أشعلت جذوة الدفء في قلبك الذي كاد أن يتجمد من برد الغفلة و البعد .... ماذا عليك لو كنت كتلك المرأة العجوز ... ؟؟؟ أكملت ندى طريقها ... و هي تدعو لتلك المرأة المجهولة .... إنها داعية لله ... لن أنساها ما حييت ... فما أحوجني لأمثالها ... الحمد لله أن جعلها اليوم في طريقي ... اللهم أحيي قلوبنا بذكرك و لا تحرمنا أنسك يا الله...



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shms.ahlamontada.com
 
ذات خريف...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عبير الحياة :: قصص للعبرة-
انتقل الى: